في مشهد تاريخي شهدته بيروت، ودّع حزب الله أمينه العام السابق حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي، بعد خمسة أشهر من مقتله، نظّم الحزب مراسم حاشدة بجنوب بيروت حيث دُفن إلى جوار خليفته هاشم صفي الدين الذي لقي حتفه بعده بأسبوع.
غارات إسرائيلية ومشهد مؤثر في الضاحية الجنوبية
قبل بدء مراسم التشييع شنّت إسرائيل غارتين جويتين على جنوب لبنان ما زاد من حدة التوتر في المنطقة، قُتل نصر الله عن عمر 64 عامًا إثر ضربة جوية استهدفت مقره المحصن في حارة حريك بـ الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله وذلك في 27 سبتمبر، وبعد أسبوع واحد لقي صفي الدين حتفه في غارة مشابهة.
حشود جماهيرية وحداد شامل
اكتظّت مدينة كميل شمعون الرياضية والطرق المؤدية إليها منذ ساعات الصباح الباكر بعشرات الآلاف من مناصري حزب الله الذين ارتدوا السواد ورفعوا صور نصر الله ورايات الحزب الصفراء، وفقًا للمنظمين، امتلأت المدرجات والمقاعد الإضافية بأكثر من 78 ألف مشيع في مشهد يعكس قوة وحضور الحزب على الساحة اللبنانية.
غياب القادة السياسيين وحضور إيراني بارز
رغم أهمية الحدث، غاب الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عن الحضور، حيث أوفد الأول رئيس مجلس النواب نبيه بري لتمثيله، فيما أوفد سلام وزير العمل محمّد حيدر، على الجانب الآخر شهدت المراسم حضورًا بارزًا لوفد إيراني رفيع المستوى، ضمّ رئيس مجلس الشورى الإيراني محمّد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي ونائب قائد الحرس الثوري علي فدوي.
خطابات مؤثرة ورسائل تحدي
سبقت مراسم التشييع عرض مقاطع من خطب سابقة لحسن نصر الله على شاشات عملاقة، مما أثار مشاعر الحضور ودفعهم للبكاء، في كلمة مؤثرة تعهد الأمين العام الحالي للحزب نعيم قاسم بالسير على خطى سلفه، مؤكّدًا: “سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط”، بينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق على علو منخفض فوق بيروت، في رسالة تحدٍ واضحة.
مراسم الدفن وسط تصعيد أمني
تقرر دفن حسن نصر الله بين الطريقين المؤديين إلى مطار بيروت، بينما يُنقل جثمان هاشم صفي الدين إلى جنوب لبنان، حيث يُدفن في مسقط رأسه بـ دير قانون النهر، جرت مراسم التشييع وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل آلاف من عناصر الحزب والأجهزة الأمنية اللبنانية، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت لفترة وجيزة.
تصعيد إسرائيلي ورسائل سياسية
بالتزامن مع التشييع، شنّت إسرائيل غارات جوية على جنوب وشرق لبنان، معلنةً استهداف “مواقع عسكرية تحتوي على منصات صواريخ وأسلحة”، كما علّق الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس: “اليوم هو يوم جنازة حسن نصر الله، اليوم أصبح العالم مكانًا أفضل”. فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن تحليق الطائرات الحربية فوق بيروت يُعدّ رسالة واضحة لمن يهدد إسرائيل.