بعد شهرين من حادثة “هيروشيما الصّغرى”.. حشودٌ لبنانية تُحيّي أرواحَ ضحاياها

دوي إنفجارات.. خوفٌ وذعرٌ وهلاكٌ يلوحُ في الأفق، وجثثٌ تفترش الأرض فتطليها بدماءها، وأعيُنٌ تبكي بكاء الشموع في المحراب، خاضت كلّ تفاصيل الفراق وتضاريسه.

كُلّ هذا في بيروتٍ الجريح، عروسُ البلاد التي لطالما عزفت البنادقُ فيها، وعلى وقْعِها وقَعت الجثث وتدفّقت الدّماء، وفاضت الأرواحُ إلى باريها.

وفي إنفجار بيروتٍ الذي هزّ البلاد وروّع العباد، ولُقّب بـ“هيروشيما الصّغرى”، كم من أهالٍ إثْرَهُ فارقوا ضحاياهم بلا وداع، ولم يتبقى لهمْ سِوى “ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها”..

مرّ شهران على فراقِ الأحبةِ ورحيلهم، ودموعُ اللّبنانيين لم تجفّ بعد. ورغم مُطالبتهم بالإنصافِ لضحاياهم ومعاقبة المجرمين، إلا أنَّ المسؤلين لم يلتفتوا لمطالِبهم بعد، “فلا حياة لمن تُنادي”.

وبعد أن “تعبَ الكلامُ من الكلام”، إلتجأت حشودٌ، تجمّعت من أنحاءِ الوطن، لتُحيّي ضحاياها باللصَّمتِ تعبيراً عن حُزنها، فالصَّمتُ في كثيرٍ من الأحيانِ يكون أبلغ من الكلام!.

سيبقى اللّبنانيون على ذكراهم يجترّون ألم وحزن بعدهم، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد