السعودية تؤكد احتمالية التطبيع مع إسرائيل مقابل الكثير من التنازلات منها “حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”
قبل أن تبدأ الحرب الإسرائيلية في غزة والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي 2023 كانت المملكة العربية السعودية على وشك تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وعلى الرغم من استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة التي وصلت إلى أكثر من ثلاث أشهر حتى الآن خرجة المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء 16 يناير بتصريحات تؤكد فيها إمكانية الاعتراف بدولة إسرائيل واحتمالية توطيد العلاقات الدبلوماسية مع الدولة اليهودية في حال الوصول إلى حل ملموس على أرض الواقع بشأن الحرب الجارية الآن في غزة، في إشارة إلى اتباع الحل التي تم طرحه من قبل وهو حل الدولتين إسرائيل وفلسطين على أن يتم إقامة فلسطين واعتبارها دولة مستقلة سياسياً وأن تكون لها قادات سياسية فلسطينية يعترف بها.
أثار هذا التصريح الذي صدر من الرياض حالة من الجدل وغضب كبير وسط العالم العربي، وحالة من الاستغراب بشأن ما تقوم به المملكة العربية السعودية الآن وما توصلت له المملكة من حل لا يرضي العالم العربي دون أدنى شك، وهو الاعتراف بإسرائيل وأن هذا الخيار مطروحاً على الطاولة الآن.
خلال الأسبوع الماضي الذي شهد سلسلة من الجولات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بما في ذلك زيارة المملكة العربية السعودية ومقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان قد قال بلينكن عند زيارته إلى السعودية أن محادثات تطبيق العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل مستمرة، وأن هناك اهتمام واضح في المنطقة بشأن المتابعة في هذا الأمر.
🔴 وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: الحرب في #غزة تجر الإقليم بأكمله إلى مخاطر كبيرة ويجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار فوري في القطاعhttps://t.co/GgO2CFsorJ
📺 لآخر التطورات تابعونا على رابط البث المباشر
👇https://t.co/gzquPvDvsS#العربية pic.twitter.com/EEOQCDHBjm— العربية (@AlArabiya) January 16, 2024
أضاف بلينكن في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي: ” فيما يخص الاندماج والتطبيع بين المملكة وإسرائيل فإن الأمر قائم حتى الآن، كما تم التحدث بشأن الأمر في كافة المحطات التي تم زيارتها بما في ذلك هنا في المملكة العربية السعودية، وأستطيع أن أقول لكم أن هناك اهتمام واضح هنا بمتابعة الأمر، وأن هذا الاهتمام وجودي وحقيقي تماماً، ويمكن أن يكون تحويلياً”.
كان السفير السعودي الأمير خالد بن بندر قد أكد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC الأسبوع الماضي أن يوجد اهتمام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأن الأمر ليس جديداً بل كان هناك اهتمام منذ عام 1982 من جانب المملكة العربية السعودية”.
وزير الخارجية السعودي: الحرب في غزة تجر الإقليم بأكمله لمخاطر كبيرة https://t.co/GgO2CFrQCb
— العربية (@AlArabiya) January 16, 2024
خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد سُئل عما إذا كان بإمكان المملكة العربية السعودية الموافقة على الاعتراف بدولة إسرائيل في حالة تم الاتفاق على حل القضية الفلسطينية بسلام، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: “بالتأكيد”.
#عاجل | وزير الخارجية السعودي: المملكة قد تعترف بإسرائيل إذا تم حل الأزمة الفلسطينية#حرب_غزة pic.twitter.com/go6NrU7M1j
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 16, 2024
من جانب آخر يقوم العديد من الخبراء السياسيين أن المملكة العربية السعودية ستطالب أكثر مما كانت تطلبه قبل بداية الحرب في غزة من أجل التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بالدولة اليهودية، وستكون هناك الكثير من التنازلات التي ستطالب بها المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل مقابل تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
هذا وقد قال علي الشهابي الكاتب والمحلل السعودي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عالمية منها CNN، أن الحكومة السعودية لا تزال منفتحة بشأن التطبيع مع إسرائيل، ولكن بشرط أن تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة على الأرض من أجل البدء في العمل على حل الدولتين، مشيراً إلى أن هذه الخطوات الملموسة تتضمن إزالة الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وكذلك تمكين السلطة الفلسطينية بشكل كامل في غزة والضفة الغربية، بجانب الانسحاب من المناطق الرئيسية في الضفة الغربية والعديد من الخطوات الملموسة داخل فلسطين بشكل عام.
وزير الخارجية السعودي: أمن #إسرائيل مرتبط بتحقيق أمن الفلسطينيين عبر إقامة دولتهم#العربية pic.twitter.com/C8Kh979gYR
— العربية (@AlArabiya) January 16, 2024
أكد علي الشهابي المحلل السياسي السعودي أن الخطوات التي يجب على إسرائيل اتخاذها من أجل سلك مسار التطبيع مع المملكة يجب أن تكون وعوداً ملموسة وليس فارغة يمكن نسيانها من قبل إسرائيل بعد أن يتم تطبيع العلاقات الدبلوماسية كما فعلت مع بعض الدول الأخرى التي طبعت مع إسرائيل خلال الأعوام الماضية.
الرأي العام
بحسب آراء بعض الخبراء والمحللين السياسيين يمكن أن يكون هذا التطبيع حلاً مناسباً للتخلص من الحرب الجارية الآن وحل الدولتين، كما أن الفلسطينيون يسعون إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وقطاع غزة، ولكن من جانب آخر هناك رفض كبير من معظم الدول الإسلامية والعربية، وجميع هذه الدول تنتقد قرار السعودية بالاعتراف بإسرائيل على الرغم من التنازلات التي ستحصل عليها المملكة العربية السعودية والتي معظمها تتعلق بإقامة دولة فلسطين المستقلة.
من جانب آخر رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين الإسرائيليين مراراً وتكراراً قرار حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطين بشكل مستقل سياسياً، حيث أنه في الشهر الماضي قال الرئيس الأميركي جو بايدن أن الحكومة الإسرائيلية الحالية متشددة للغاية ولا ترغب في حل الدولتين.