في مشهد يملؤه الحزن والأسى ودّع الوسط الفني السوري الممثلة الشابة إنجي مراد التي فارقت الحياة بشكل مفاجئ بعد ولادتها لطفلها الثاني، تاركة وراءها صدمة بين محبيها وزملائها في الوسط الفني.
مرض مفاجئ ونهاية مأساوية
لم يكن أحد يتوقع أن تكون أيام إنجي الأخيرة بهذا الشكل حيث تدهورت حالتها الصحية بعد إصابتها بفيروس خطير في شهرها الخامس من الحمل مما أدى إلى أزمة رئوية حادة استدعت بقاءها في المستشفى تحت العناية الطبية، وعلى الرغم من محاولات الأطباء لإنقاذها فقد أسلمت روحها بعد معاناة استمرت لأسابيع.
إنجي مراد: موهبة اختطفها الموت
وُلدت إنجي مراد في 13 نوفمبر 1992 في العاصمة السورية دمشق وبرزت موهبتها الفنية منذ نعومة أظافرها ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومنذ انطلاقتها عام 2016 استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا في عالم الدراما السورية حيث جمعت بين الجمال والموهبة والإبداع.
لم تقتصر شهرتها على التمثيل فقط بل تألقت أيضًا في مجال الجمال حيث تُوجت بلقب ملكة جمال آسيا عام 2017 لتصبح أول سورية تنال هذا اللقب مما زاد من شعبيتها وجعلها حديث الإعلام في ذلك الوقت.
أعمالها الفنية وبصمتها في الدراما السورية
رغم قصر مسيرتها الفنية، تركت إنجي بصمة لا تُنسى في الدراما السورية حيث شاركت في 12 عملًا دراميًا، كان أبرزها:
- مسلسل “الغريب” (2017) حيث جسدت شخصية “شهد”.
- مسلسل “بقعة ضوء 13” أحد أشهر الأعمال الكوميدية السورية.
- مسلسل “شو القصة” الذي زاد من شهرتها وأثبت موهبتها أمام الجمهور.
آخر ظهور فني.. عودة لم تكتمل
بعد غياب دام خمس سنوات عادت إنجي مراد إلى الشاشة من خلال مسلسل “سوق الحرامية” الذي بدأ عرضه في يناير الماضي، لكن هذه العودة لم تدم طويلًا إذ اختطفها الموت قبل أن تستمتع بثمار نجاحها الجديد مما جعل هذا المسلسل آخر ما قدمته لجمهورها.
رسالة الوداع.. هل شعرت بقرب رحيلها؟
قبل وفاتها بأسابيع قليلة نشرت إنجي منشورًا مؤلمًا على فيسبوك كتبت فيه: “أنا أحتضر.. سامحوني” كلمات قصيرة لكنها كانت كافية لتثير القلق بين متابعيها وكأنها كانت تودعهم دون أن يدركوا أن هذه ستكون كلماتها الأخيرة.
ألم الفقد.. كلمات مؤثرة من والدتها
عبرت والدة إنجي، آني أورفلي، عن حزنها العميق على رحيل ابنتها بكلمات أبكت كل من قرأها، حيث كتبت: “رحلتِ وأنتِ تلدين.. ملاك صعد إلى السماء، سبقتني يا ماما، ما شبعت منك.. سامحيني لأنك كنتِ تشتاقين إلي.”
وأضافت بحزن: “منذ أربعين يومًا، رأيت كل شيء، رأيت مرضك وموتك.. لكني أؤمن بحكمة الله، دعوت لك، وصلّيت لك، وسأظل أدعو لك.”
وداعًا إنجي.. رحلتِ ولكن لم تُنسِ
برحيلها المفاجئ، خسرت الدراما السورية وجهًا شابًا كان يحمل الكثير من الأمل والإبداع، سيبقى اسم إنجي مراد محفورًا في قلوب محبيها، رحمها الله، وألهم عائلتها ومحبيها الصبر والسلوان.