قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية توغلت داخل الجولان السوري المحتل وسيطرت على أراض جديدة في عدد من الأماكن خارج المنطقة العزلة بمرتفعات الجولان بمساحة 7 كيلو مترات وأصبحت تسيطر على بلدات جديدة، ورفعت علم إسرائيل على مبنى في مدينة البعث بمحافظة القنيطرة وأنشأت ساترا ترابيا في محيط المدينة.
وعلى الجانب الآخر، فقد أشارت وسائل اعلام إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إقامة مواقع عسكرية مؤقت داخل المنطقة العازلة، وأثار ذلك التوغل داخل مرتفعات الجولان التساؤلات الكثيرة حول ما إذا كان بهدف تحقيق أهداف أمنية مؤقتة كما تزعم إسرائيل أم أنه سيتحول إلى استيلاء دائم على الأرض العربية السورية؟.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها تهدف إلى مضاعفة عدد السكان الذين يعيشون في مرتفعات الجولان وأنها تستثمر في البنية التحتية هناك، فيما أدانت الأمم المتحدة وأكدت على أنها ما تزال تعترف بأن مرتفعات الجولان هي أرضا سورية محتلة.
ماذا عن الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع؟
وفي حين أدانت الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تحركات إسرائيل العسكرية الأخيرة على الأرض، لكن صرح الشرع تصريحا هادئا وقال “إن دمشق ليست بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل”.
وفي ذات السياق، فإن مراقبون للشأن السوري يرون أن إسرائيل تحاول الاستفادة من الظرف السياسي الذي تمر به سوريا في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد لتعظيم المكاسب السياسية والعسكرية لها.
وقال إيال زيسر، مستشرق إسرائيلي، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب في حوار إعلامي مع قناة الحرة أنه لا يوجد مبرر لما تقوم به القوات الإسرائيلية في الجنوب الإسرائيلي، كما تمنى أن يكون هذا التواجد بشكل مؤقت، حيث أن إسرائيل فوجئت كما فوجئ الجميع بهذا الإنهيار السريع لنظام الأسد، وربما ترى الحكومة الإسرائيلية شيئا آخر استدعى بأن تقوم بمثل هذا التدبير الوقائي من وجهة نظره.
وحول رفع العلم الإسرائيلي على أحد مباني مدينة البعث، قال زيسر أنه ربما يكون عملية تكتيكية من جانب الوحدة العسكرية، وأنه لا يريد تفسير قرارات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لأن سوريا اليوم في مرحلة حساسة وهناك مشكلات وتحديات.
إسرائيل تريد أن تتفاوض بشأن المنطقة العزلة
وفي هذا الصدد قال الكاتب بسام يوسف أن إسرائيل تريد أن تخلق واقعا جديدا مع النظام الجديد في سوريا، وأنها تريد أن تتفاوض بشأن المنطقة العازلة في الجولان السوري، وهذا التوسع والطمع الإسرائيلي الآن يضع الحكومة السورية وهي ما زالت ضعيفة في مأزق.
وقال يوسف أنه لا يوجد سبب منطقي لضم إسرائيل لهذه المنطقة والدخول فيها بقواتها العسكرية، وإسرائيل تحاول أن تلعب لعبة أخرى بحيث تريد أن تجعل الجولان منطقة منسية والتفاوض يكون على منطقة صغيرة احتلتها إسرائيل الآن.