أبوظبي تستعد لاستضافة المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) في أكتوبر 2025، مؤكدةً التزامها بالعمل البيئي العالمي

تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة حدث بيئي عالمي بارز، وهو المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وذلك في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025. سيقام هذا التجمع الدولي الهام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، مؤكدًا على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بقضايا البيئة والاستدامة ودورها المتنامي كلاعب فاعل على الساحة البيئية العالمية.

يُعقد المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة مرة كل أربع سنوات، ويُعتبر أكبر وأهم تجمع دولي يُعنى بقضايا الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي. يوصف المؤتمر بأنه بمثابة “برلمان عالمي للحفاظ على الطبيعة”، حيث يجمع آلاف المندوبين من الحكومات والمجتمع المدني ومنظمات الشعوب الأصلية والخبراء والمؤسسات العلمية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم. يهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا، وتقييم حالة الطبيعة في العالم، ووضع الأجندة العالمية للحفاظ عليها من خلال اتخاذ قرارات واعتماد توصيات وسياسات مؤثرة.

تكتسب استضافة أبوظبي لهذا الحدث أهمية خاصة، حيث يُعتقد أنها المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر في منطقة الخليج العربي. ويعكس اختيار أبوظبي الثقة الدولية في قدرة الإمارة والدولة على تنظيم فعاليات عالمية كبرى، كما يجسد التزامها الجاد بحماية البيئة. وتحظى استضافة المؤتمر برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مما يؤكد الأولوية التي توليها القيادة الإماراتية لقضايا الاستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي كجزء أساسي من رؤية الدولة للمستقبل. وتتعاون وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية بشكل وثيق مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لضمان نجاح المؤتمر، حيث تعد دولة الإمارات عضوًا فاعلًا في الاتحاد منذ سنوات.

من المتوقع أن يركز المؤتمر في دورته لعام 2025 على مجموعة من المحاور الرئيسية التي تعكس الأولويات البيئية العالمية الملحة. وتشمل هذه المحاور قضايا تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والحاجة إلى الانتقال نحو اقتصادات ومجتمعات إيجابية للطبيعة، وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة، ودعم الابتكار والقيادة في مجال الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تحسين حوكمة الموارد الطبيعية. سيوفر المؤتمر منصة للحوار وتبادل الخبرات وعرض أفضل الممارسات، بالإضافة إلى كونه محفلًا لاتخاذ قرارات عالمية هامة تؤثر على مستقبل الكوكب.

إن استضافة مؤتمر بهذا الحجم والأهمية في أبوظبي لا يمثل فقط اعترافًا دوليًا بجهود الإمارات في مجال البيئة، بل هو أيضًا خطوة دبلوماسية بيئية استراتيجية. فمن خلال تنظيم هذا الحدث العالمي، تعزز الإمارات مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للحوار والعمل البيئي، وتنتقل من دورها التقليدي كمنتج رئيسي للطاقة إلى تأكيد ريادتها في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والحفاظ على الطبيعة. تساهم هذه الخطوة في إعادة تشكيل التصورات الدولية، وبناء القوة الناعمة للدولة، وتأكيد دورها كشريك استباقي في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وهو ما يتماشى تمامًا مع أهدافها طويلة الأمد للتنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.