أطعمة مائدة السماء شفاء للمريض وغنى للفقير .. ما هي القصة كاملة؟

كانت مائدة السماء من أهم معجزات الأنبياء فقد أنزلها الله تعالى تلبية لدعاء سيدنا عيسى عليه السلام، فقد جعل الله تعالى كل معجزات الأنبياء قبل سيدنا محمد معجزات حسية مادية أي محسوسة ومرئية وملموسة للجميع؛ لكن معجزة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن أي أنها معجزة ليست مؤقتة بل معجزة دائمة مستديمة.

معجزة مائدة السماء

معجزة مائدة السماء

معجزة مائدة السماء

معجزة مائدة السماء
معجزة مائدة السماء

من الجدير بالذكر أن أي نبي بعثه الله كانت من الضروري أن تكون معجزته من جنس ما نبغ فيه القوم؛ لذلك فإن معجزة سيدنا موسى هي السحر؛ فذلك لأن قومه برعوا في السحر، وسيدنا عيسى في إحياء الموتى؛ وذلك لأن قومه برعوا في الطب؛ لذلك كانت معجزة النبي هو القرآن الكريم؛ لأن العرب كانوا صناع صناع الكلام ومن يتقنون اللغة.

لم يكن سيدنا عيسى عليه السلام صاحب ديانة وحيدة أو مستقلة بل كان مكملاً لشريعة سيدنا موسى عليه السلام؛ لذلك أيده الله بالمعجزات، وفي يوم ما كان سيدنا موسى عليه السلام ظل يطوف بالناس يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى وكان مع سيدنا عيسى الحواريين الذين آمنوا بسيدنا عيسى مبكرًا وكانوا يعينوه على ما يحدث له.

بعد ذلك اقترح سيدنا عيسى على الحواريين أن يصوموا لله مدة 30 يومًا وبعدها يسألوا الله ما يريدوه إن أجرهم على الله سبحانه وتعالى؛ وعلى الفور صاموا هذه المدة وعندما وصلوا إلى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء واشتد عليهم الجوع والعطش، فقالوا يا نبي الله لقد صمنا 30 يومًا ووقع أجرنا على الله فهل لنا أن نطلب من الله ما نريد؛ فقال لهم سيدنا عيسى أسألوا الله ولكن كونوا أذكياء في طلبهم.

قال تعالى: “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)” المائدة 112_113.

فلم يكن قولهم “هل يستطيع ربك” من باب الشك في قدرة الله؛ بل من باب العشم والدلال مع الله، فقد حدث لسيدنا عيسى ذهول من هذا الطلب وقال يا قوم اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم وانظروا إلى هذه الطير تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد ومع هذا فإن الله يرزقها، يا قوم اتقوا فضول الدنيا، في حين أن علماء بني إسرائيل قالوا إننا نريد هذا الطلب؛ فأجابهم سيدنا عيسى يا علماء السوء جعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم اتقوا الله، لكن لم يستمعوا له مما أدى إلى استجابة سيدنا عيسى لطلبهم لأنه وعدهم.

تضرع سيدنا عيسى لله

ذهب عيسى عليه السلام إلى المُصلى وصلى وبكى بين يدي الله تعالى وظل يتضرع أن يجيب بني إسرائيل في طلبهم ويلح لربه في قوله تعالى: “قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)” المائدة 114.

أثناء صلاة سيدنا عيسى قد بشره الله بنزول المائدة في قوله تعالى: “قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ” المائدة 115، ونزلت المائدة على مرآى ومسمع من الجميع، وكانت المائدة كلما تدنو من الأرض كان يرفع يديه إلى الله باكيًا أن يجعلها مائدة بركة وسلامة لا مائدة سلب وشقاوة.

ماذا حدث بعد نزول المائدة من السماء؟

ظلت المائدة تدنو حتى استقرت بين يدي سيدنا عيسى وبين أيدي الحواريين، فقال سيدنا عيسى كلوا يا قوم بسم الله خير الرازقين، وكما قال بعض العلماء أن عليها 7 حيتان و7 أرغفة وخل ورمان وثمار وكانت رائحة الطعام شهية للداني والقاصي، فقد قال الله “كن” فكانت المائدة، ولكن قد أبى بني إسرائيل أن يأكلوا قبل أن يأكل سيدنا عيسى.

على ذلك فقد جمع المرضى وأطعمهم من هذه المائدة؛ فكانت هذه المائدة بأمر الله شفاءً لكل شخص قد أكل منها، فاغتنى الفقير وشفي المريض وكشف البلاء عن صاحبه، ومن ثم ندم الحواريون على استكبارهم الطعام منه وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن عقاب الله لهم عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نزلت المائدة من السماء خبز ولحم، وأمروا أن لا يخونوا، ولا يدخروا، ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد